-->

Translate

شخصيَّات مِن عصرِ الإمارة

شخصيَّات مِن عصرِ الإمارة

    عبد الرحمن الدَّاخل:

    سيطر العباسيون على زمام الأمور في المشرق، ومضوا يتعقبون الأمويين في كل مكان، حتى أفنوا عددًا كبيرًا منهم، وتفرق من بقي أو كُتبت له النجاة في أنحاء البلاد، وأعيت العباسيين الحيلة في طلبهم أو الوصول إليهم، لاستئصالهم وإبادتهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
    في بيت الخلافة الأمويّة كانت نشأة عبد الرحمن بن معاوية، وهو أحد أحفاد هشام بن عبد الملك، وقد لُقِّب بصقر قريش من قِبَل الخليفة العباسيّ أبي جعفر المنصور، وقد كان عبد الرّحمن الدّاخل يولي الجهاد اهتماماً كبيراً؛ فجعلَه وَقْفاً في حياته، كما كان مُهتَمّاً بتثبيت بُنيان الدولة الإسلاميّة في الأندلس، ولعلّ الأيّام التي أمضاها، وعاشها عبد الرحمن الداخل بعيداً عن الصِّراعات، والفِتَن، قليلةٌ جدّاً؛ فقد كانت حياته مليئةً بالجهاد، وتحصين الثغور، وتوجيه القوّات، وكذلك القضاء على الفِتَن، وقد كان مَسلمة بن عبد الملك يرى أنَّ عبد الرحمن الداخل قادرٌ على الولاية، والحُكم؛ لما يمتلكُه من صفاتٍ تُؤهِّله للولاية، كما أنّ شخصيّة الداخل جعلَت كلَّ من يتعاملُ معه، يتحدّث عن أخلاقه، وعِلمه، وإنسانيّته، فلم يُذكَر الداخل أبداً بصفات ذميمة، أو سيِّئة، وفي ما يأتي أهمّ صفات عبد الرحمن الداخل:
    كان عبد الرحمن الداخل شاعراً جيّداً، وفصيحاً بليغاً. اتّصفَ عبد الرحمن الداخل بالعدل، والعِلم، بالإضافة إلى حسن التوقُّع. تميّز عبد الرحمن الداخل بحَزمه، ورجاحة عقله، وشجاعته. تأسيس عبد الرحمن بن معاوية للدولة الأمويّة في الأندلس مع نهاية عهد الوُلاة، ووصول الأندلس إلى حالة سيِّئة من الدمار، والفوضى، ظهرَ صَقرٌ إسلاميٌّ؛ ليعيدَ الإسلام إلى مكانته في الأندلس، وهذا الصَّقر هو عبد الرحمن الداخل، الذي سعى بعد فِراره من بَطشِ العباسيّين إلى تأسيس دولة إسلاميّة في الأندلس، إلّا أنَّ تأسيس الدولة لم يخلُ من المصاعب؛ حيث واجهَته ثوراتٌ عديدة قُدِّرت بخمس وعشرين ثورةً، استطاع أن يتغلّب عليها جميعها، وقد كان لعبد الرحمن الداخل سياسته الخاصّة؛ من أجل تأسيس دولته، وهذه السياسة تتمثَّل في ما يأتي:
     استطاع عبد الرحمن الداخل أن ينفصلَ بدولته في الأندلس، عن المَشرق الإسلاميّ، وكان يُلقَّب بالإمام، أو الأمير، وكذلك ببني الخلائف. عمل عبد الرحمن الداخل بكامل جُهده للسيطرة على أمور الدولة الداخليّة؛ وليحفظَ الأمن فيها، قام بإنشاء جهاز خاصٍّ بالأمن، وهو جهاز الشرطة. وَزَّع عبد الرحمن الداخل العيونَ في الدولة وخارجها، وأحاطَ نفسَه بمجموعة من الفرسان البارزين؛ حتى تكون الدولة مُتأهِّبة لأيّ خطرٍ خارجيّ. ولبناء دولة قويّة، كان لا بُدَّ من الاهتمام بالعِلم، والدِّين بشكلٍ كبير؛ حيث رَفع عبد الرحمن الداخل مكانة العلماء، ووقَّرهم، واهتمَّ بنَشرِ العِلم بين الناس، بالإضافة إلى بناء المساجد، والتي من أهمّها مسجد قرطبة الكبير، ولم يَغفل عن الجانب الحضاريّ للدولة الإسلاميّة؛ فاهتمَّ ببناء الحدائق، وقد كانت الرصافة أكبر الحدائق في العهد الإسلاميّ؛ إذ زُرِعت فيها نباتات مُختلِفة، وعجيبة، كان قد أحضرَها من مُختلَف أنحاء العالَم، كما أنشأَ الحصون، والقناطر، والقِلاع، وأنشأ كذلك داراً لسكِّ النقود، وهي تُعتبَر الأولى من نوعها في الأندلس، واستطاع أن يَصِلَ بدولته إلى الاستقرار، والازدهار، ومن أهمّ ملامح الدولة الإسلاميّة في الأندلس، في عهد عبد الرحمن الداخل، ما يأتي:
    مُحاوَلة بعض القبائل الثورة على حُكْم عبد الرحمن الداخل، سواء أكانت هذه القبائل مضريّة، أم يمانيّة، إلّا أنّ عبد الرحمن الداخل استطاع القضاء على تلك الثورات. مُحاوَلات العباسيّين السيطرة على حُكْم الأمويّين في الأندلس، إلّا أنَّ هذه المُحاولات لم تكن ناجحة. استقرار الدولة وازدهارها؛ حيث أصبحت دولة قوية ثابتة، وقد وَرَّثَ عبد الرحمن الداخل هذا الاستقرار والثبات إلى أبنائه. تأسيس عبد الرحمن بن معاوية للجيش الإسلاميّ في الأندلس بعد أن تمكّن عبد الرحمن الداخل من إخماد الثورات الداخليّة في الأندلس، كان عليه أن يُؤسِّس جيشاً جديداً قويّاً؛ إذ اعتمدَ في تكوينه على عدّة أمور، من أهمّها أنّه:
    اعتمدَ في تأسيس الجيش على المُولِّدين، وهم يمثّلون الغالبيّة من سكّان الأندلس؛ حيث نشأوا نتيجة اختلاط، وانخِراط الفاتحين بالسكّان الأصليّين للأندلس. اعتمدَ بشكل كبير على البربر، كما أدخلَ إلى الجيش العبيدَ السودانيّين؛ لتحسين، وتقوية الجيش؛ فهم مقاتلون أقوياء، وقد ضَمّ في جيشه جميع الفصائل المضريّة من بني أميّة، وغيرها، بالإضافة إلى اليمنيّين، و جميع الفصائل الموجودة في الأندلس. اهتمَّ عبد الرحمن الداخل بالصقالِبة، وهم من الأطفال النصارى الذين اشتراهم عبد الرحمن الداخل، وأشرف على نشأتهم، وتربيتهم تربية عسكريّة، وإسلاميّة صحيحة. أنشأ عبد الرحمن الداخل أسطولاً بحريّاً، بالإضافة إلى إنشائه العديد من الموانئ، كميناء برشلونة، واشبيليّة، وكذلك ميناء طرطوشة. اهتمَّ عبد الرحمن الداخل بصناعة الأسلحة؛ فأنشأ دُوراً للأسلحة، ومصانعاً للسيوف، والمنجنيق، ويُعَدُّ مصنع برديل، ومصنع طليطلة من أشهر هذه المصانع. قسَّمَ الداخل ميزانيّة الدولة إلى ثلاثة أقسام: جزء يذهب إلى الجيش، وجزء يذهب إلى الدولة؛ لإنشاء المشاريع، وتأمين المُؤَن، والمُرتَّبات، وجزء يُدَّخَر للأمور غير المُتوقَّعة. الفِكر العسكريّ لعبد الرحمن بن معاوية كان لعبد الرحمن الداخل فكرٌ عسكريٌّ دقيقٌ، وعجيبٌ، نتجَ عن ذكائه، وحِنكَته العسكريّة، ومن أهمّ ملامحه ما يأتي:
     الحِرص على المُباغتة: كان عبد الرحمن الداخل يحرصُ على مبدأ المُباغتة، وعدم إعطاء خصومه فرصة للقتال، وقد ظَهرَ هذا المبدأ في معركة المصارة؛ حيث كان عبد الرحمن الداخل يستعدُّ للحرب، في حين أنّ خَصمَه كان يحاول تأجيل القتال، وخداعه، وكما كان عبد الرحمن الداخل حريصاً على المُباغتة،فقد كان حريصاً على أن يضعَ خصومه في مواقف تَفرضُ عليهم زمناً مُعيَّناً للقتال، بالإضافة إلى تقييد حريّتهم في العمل، والقتال. الحِفاظ على الهدف، والاقتصاد في القوى: كان عبد الرحمن الداخل يُوازن في تعامله بين أهداف الحرب المُتتالِية، وبين الوسائط والقوى الضروريّة، بالإضافة إلى أنّه كان يعطي الأهداف الأكثر خطورةً، وأهميّة، الأولويّة في الوصول إليها وتحقيقها. وفاة عبد الرحمن بن معاوية تُوفِّي عبد الرحمن الداخل في جُمادى الأولى عام 172 للهجرة، في مدينة قرطبة، ودُفِن فيها، وقد كان يبلغُ من العمر تسعةً وخمسين عاماً، قضى منها في دمشق، والعراق، تسعة عشرة عاماً، وقضى في تخطيطه لدخول الأندلس، وفِراره من العباسيّين ستَّ سنوات، وقضى آخر سنوات حياته الأربع والثلاثين في حُكْم الأندلس.




    هشام بن عبد الرحمن الداخل:

    كان عبد الرحمن الداخل قد استقرَّ أمره على ابنه هشام خليفة له، فولاَّه العهد مع كونه أصغر من أخيه سليمان، فلقد كان أكفأ منه وأفضل، ولقد صدق حَدْسُه فيه؛ حيث كان الناس يُشبِّهونه بعد ذلك بعمر بن عبد العزيز رحمه الله في علمه وعمله وورعه وتقواه.
    الفتنة بين أولاد عبد الرحمن الداخل
    وكان هشام بن عبد الرحمن - هشام الرضا- بمَارِدَة عند موت أبيه، وقد عاد منها إلى قُرْطُبَة بعد ستة أيام من وفاة أبيه، فبايعه العوامُّ ورجال الدولة، وكان ذلك سنة 172هـ= 788م، وكان أخوه سليمان بطُلَيْطلَة، فلما علم سليمان بالأمر غضب، وأعلن الثورة على أخيه، وجهَّز بالفعل جيشًا توجَّه به لقتال أخيه في قُرْطُبَة، فخرج إليه هشام بن عبد الرحمن الداخل والتقيا في جَيَّان، ودارت بينهما حرب شديدة انتهت بهزيمة سليمان، ففرَّ عائدًا إلى طُلَيْطِلَة.
    وكان لهشام أخٌ آخر يُسَمَّى عبد الله، وكان هشام يُحسن معاملته، ولكن يبدو أن عبد الله قد طمع فيما هو أكثر من ذلك، ففرَّ إلى أخيه سليمان في طُلَيْطِلَة، فلمَّا علم هشام بالأمر أشفق على عبد الله فأرسل له مَنْ يَرُدُّه ويترضَّاه، إلاَّ أن الرسول لم يلحق به.
    ولم يبقَ أمام هشام إلاَّ أن يُبادر إلى أخيه سليمان -كما كان يفعل أبوه- قبل أن يبدأه سليمان -كما فعل من قبل- ويحاول هو مهاجمة قُرْطُبَة، وبالفعل خرج إلى طُلَيْطِلَة وحاصرها فترة، فحاول سليمان أن يستغلَّ الفرصة وفرَّ منها إلى قرطبة؛ ليستوليَ عليها في غياب أخيه، ولكن أهلها حاربوه، فحاول الاستيلاء على مَارِدَة؛ لأنها قريبة من قُرْطُبَة، ليستطيع تهديد قُرْطُبَة منها إلاَّ أن واليها استطاع ردَّه عن مَارِدَة، فهرب إلى مُرْسِيَة ثم إلى بَلَنْسِيَة، وأخوه يُطارده، فلمَّا دبَّ اليأس إلى نفسه، طلب الأمان، فأمنَّه وكان قد أمَّن عبد الله قبله، وتركهما يرحلان إلى بلاد الشمال الإفريقي.
    عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل:
    وقد كان هشام بن عبد الرحمن الداخل –هشام الرضا- عالِمًا محبًّا للعلم، وقد أحاط نفسه –رحمه الله-بالفقهاء، وكان له أثر عظيم في بلاد الاندلس بنشره اللغة العربية فيها، وقد أخذ ذلك منه مجهودًا وافرًا وعظيمًا، حتى أصبحت اللغة العربية تُدرَّس في معاهد اليهود والنصارى داخل أرض الأندلس.
    ومن أبرز التغيرات الجوهرية التي تمَّت بالأندلس في عهد هشام انتشار المذهب المالكي فيها، وقد كانت البلاد من قبل ذلك على مذهب الإمام الأوزاعي.
    وكانت لهشام صولات وجولات كثيرة في الشمال مع الممالك النصرانية.
    وكان من علماء عصره صعصعة بن سلامة الشامي، وكان المفتي أيام عبد الرحمن الداخل، وفي بداية عهد هشام بن عبد الرحمن، كما ولي الصلاة بقُرْطُبَة، وروى عنه عبد الملك بن حبيب وعثمان بن أيوب، كما كان من المحدثين في أيامه عبد الرحمن بن موسى، وقد روى عنه أصبغ بن خليل وغيره، وقد توفي هو وصعصعة بن سلامة أيام هشام بن عبد الرحمن الداخل. 
    وفاة هشام بن عبد الرحمن الداخل
    وتوفي هشام بن عبد الرحمن الداخل -هشام الرضا- في صفر 180هـ= إبريل 796م فكانت خلافته سبع سنين وتسعة أشهر، وتوفي –رحمه الله- وهو ابن تسع وثلاثين سنة وأربعة أشهر وأربعة أيام، ودُفِنَ في القصر، وصلَّى عليه ابنه الحكم.




    الحكم بن هشام (الحكم الربضي):


    تولَّى بعد هشام بن عبد الرحمن الداخل ابنه الحكم الشهير بالحكم الربضي، وذلك من سنة (180هـ=796م) وحتى سنة (206هـ=821م) ، لكن الحكم لم يكن على شاكلة أبيه ولا على شاكلة جدِّه، فكان قاسيًا جدًّا، فرض الكثير من الضرائب، واهتمَّ بالشِّعر والصيد، وقاوم الثورات بأسلوب غير مسبوق في بلاد الاندلس في عهد الإمارة الأموية؛ حتى وصل الأمر في آخر حياته إلى حرق بيوت الثائرين عليه، ونفيهم خارج البلاد.
    ثورة الربض
    من أشهر الثورات التي قمعها الحكم بن هشام – الحكم الربضي- ثورة الربض (202 هـ= 808 م) وهم قومٌ كانوا يعيشون في إحدى ضواحي قُرْطُبَة، وقد ثار أهلها ثورة كبيرة جدًّا عليه؛ بسبب ما عُرِفَ عنه من معاقرة الخمر، وتشاغله باللهو والصيد، وقد زاد من نقمة الشعب عليه قتله لجماعة من أعيان قُرْطُبَة؛ فكرهه الناس، وصاروا يتعرَّضون له ولجنده مما حثَّه على تحصين قرطبة، فأقام حولها الأسوار، وحفر الخنادق، وجعل جنوده على مقربة منه؛ فزاد ذلك من حقد أهل قُرْطُبَة عليه، وزاد توجُّسهم منه، ثم حدث أن مملوكًا له اختلف مع أحد العوامِّ فقتله؛ فثار أهل الربض، وزحفوا إلى قصره وأحاطوا به فقاتلهم قتالاً شديدًا هو وجنده حتى تغلَّب عليهم.
    ولم يكتفِ الحكم بهزيمتهم، بل أحرق وخرَّب ديارهم، وقتل ثلاثمائة من وجهائهم وصلبهم، وأمر بطردهم خارج البلاد؛ فتفرَّقوا في البلاد ومنهم مَنْ ذهب إلى الإسكندرية في مصر، وأقاموا فيها فترة ثم ارتحلوا عنها إلى جزيرة كريت، فأقاموا فيها دويلة عام (212هـ=728م) استمرَّت مائة عام حتى استولى عليها البيزنطيون من بعد.

    الجهاد في عهد الحكم بن هشام
    ورغم أفعاله تلك إلاَّ أن الحكم بن هشام لم يُوقِفْ حركة الجهاد؛ وذلك لأن الجهاد كان عادة في الإمارة الأموية؛ سواء في بلاد الشام أو في بلاد الأندلس، لكن كانت له انتصارات وهزائم في الوقت نفسه، وكنتيجة طبيعية لهذا الظلم الذي اتَّصف به، وهذه العلاقة التي ساءت بين الحاكم والمحكوم سقطت بعض البلاد الإسلامية في يد النصارى؛ فسقطت بَرْشُلُونَة، وأصبحت تُمثِّل إمارة نصرانية صغيرة في الشمال الشرقي عُرِفَت في التاريخ باسم إمارة أراجون، وكانت متاخمة لحدود فرنسا بجوار جبال البرينيه في الشمال الشرقي للبلاد.
    لكن الحكم بن هشام بفضل من الله ومَنٍّ عليه تاب عن أفعاله في آخر عهده، ورجع عن ظلمه، واستغفر واعتذر للناس عن ذنوبه، ثم اختار من أبنائه أصلحهم، وإن لم يكن الأكبر؛ ليكون وليًّا لعهده، وكان من حُسْنِ خاتمته أنه قام بهذا الاعتذار وهذه التوبة وهو في كامل قوَّته وبأسه، وذلك قبل موته بعامين.




    عبد الله بن محمَّد:
    هو آخر خلفاء عهد الإمارة، وجاء سيرته في سير أعلام النبلاء كالتَّالي:

    عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمير أبو محمد المرواني أخو المنذر تملك الأندلس بعد اخيه وامتدت أيامه وكان أسن من أخيه بعام وكان لينا وادعا يحب العافية فقام عليه في كل قطر من الأندلس متغلب وتناقض أمر المروانية في دولته قال أحمد بن محمد عبد ربه كان الأمير عبد الله من افاضل أمراء بني امية بني الساباط وواظب عليه إلى الجامع والتزم الصلاة إلى جانب المنبر طول مدته وقال محمد بن وضاح كان عبد الله الأمير من الصالحين المتقين العالمين روى العلم كثيرا وطالع الرأي وأبصر الحديث وحفظ القرآن وتفقه وأكثر الصوم وكان يلتزم الصلوات في الجامع فيمر بالصف فيقوم الناس له فكتب إليه سعيد بن حمير ايها الإمام أنت من المتقين وإنما يقوم الناس لرب العالمين فلا ترض من رعيتك بغير الصواب فإن العزة لله جميعا فأمر العامة بترك ذلك فلم ينتهوا فحينئذ أبتنى الساباط طريقا مشهورا من قصره إلى المقصورة قال اليسع بن حزم استضعفت دولته بني أمية وقام بن حفصون وكان نصراني الأصل فأسلم وتنصح وألب وحشد وصارت الأندلس شعلة تضرم ولم يبق لبني أمية منبر يخطب فيه إلا منبر قرطبة، والغارات تشن عليه مِن كل حدبٍ، حتى قام عبد الرحمن النَّاصر،فتراجع الأمر.
    مات عبد الله في أول ربيع الأول سنة ثلاث مئة وله اثنتان وسبعون سنة.

    Unknown
    @مرسلة بواسطة
    كاتب لدى موقع أندلسية .