كما نعرف أن مملكة غرناطة هي المملكة التي سيطرت
بعد انهيار الممالك الإسلامية واحدة تلو الأخرى، وعلى الرغم من إحاطة الممالك
المسيحية لتلك المملكة ـ مثل أرجوان والبرتغال ـ إلا أننا وجدنا ملوك بني الأحمر
هم حماة العلوم والآداب العربية في فترة حرب التحرير المسيحية، وكانوا هم طليعة
الأدباء في ذلك، حيث نجد محمد الأول ومحمد الثاني مع وجود مؤلفات لبعض منهم.
وعلى الرغم من مما لاقاه الميدان الفكري من فراغ
وذلك بسبب ما كان من قلق، فإننا نجد أمثال إبراهيم بن موسى بن محمد بن اللخمي
الشاطبي صاحب "الاعتصام" و "الموافقات" وهذا كان في العلوم
الشرعية.
وفي التاريخ والجغرافيا نجد ابن خلدون ونجد أشهر
أدباء ذلك العصر لسان الدين بن الخطيب وقد ألف أرجوزة في دول الإسلام وأرخ للأندلس
والمغرب.
وفي العلوم الرياضية والطبيعية والفلك نجد
الجلياني الطبيب وأبو بكر بن عبد الملك بن زهر.
وفي الأدب نجد وزراء تلك الدولة مثل ابن الحكيم
محمد عبد الرحمن بن إبراهيم اللخمي ومن شعره
مـا أحـسـن العـقــل وآثـاره .. لـو لازم الإنسـان إيثاره
يصوّب بالعقل الفتى نفسه .. كما يصون الحرّ أسراره
لا سيما إن كان في غـربة .. يحتاج أن يعـرف مـقداره
ونجد أيضاً لسان الدين
بن الخطيب ومن شعره
خليفة الله سـاعد
القـدر
علاك ما لاح في الدّجى مهر
ودافعت عنك كفّ
قـدرته ما
ليس يستطيع دفعه البشـر
وجهك في النّائباب
بدر دجى لـنـا فـي المـحّــل كفّك المطر
وله أيضاً:
وإذا تـنـقَّصَكَ الزّمانُ ببَلْدَة .. فاطْوِ المَراحِلَ كيْ تَحوزَ كَمالا
لمّا توغّلَ في السُّرَى بدْرُ الدُجَى .. أبْصَرْتَهُ بَدْراً وكانَ هِلالا
من مؤلفات
تلك الفترة
أهم مؤلفات هذه
الفترة: ابن الأحمر وله "نثير الجمان" و"نثير فرائد الجمان"
وابن الخطيب ومؤلفاته عديدة أهمها: "اللّمحة البدرية" "نفاضة
الجراب" "الإحاطة في أخبار غرناطة" للشاطبي كتابي
"الموافقات" و"الاعتصام" ولأبي القاء خالد البلوي "تاج
المفرق في تحلية أهل المشرق" ولإبراهيم بن فرحون "الديباج المذهب""
وبالطبع كل هذا نتاج مما لاقاه الأدباء
والعلماء من تشجيع من قبل بني الأحمر وكذلك وُجد نبوغ في العمارة والفنون التي
شهدت عليها آثار تلك المملكة.
وتم سقوط تلك المملكة وتسليمها إلى فرناندو
وإيزابيل من قبل أبو عبد الله محمد الثاني عشر في عام 1492م وبذلك تكون الأندلس
سقطت كاملة في يد الإسبان.
وما تلى تلك المملكة أطلق عليهم
الموريسكيين، وهم الذين تعرضوا إلى ظلم محاكم التفتيش.
وبسقوط دولة
الإسلام، لم تنطفي، هذه الروح الشعرية، فبعدما أرغم المدجنون على التنصر أوجدوا
لأنفسهم متنفسا عن أفكارهم فيما أسموه الألخميادو في أدبهم، من شعرائهم محمد ربدانRABADAN، فتى أبيرالو EL
MANCEDO DE AVERALO.
ومن شعره
في ذكر العقائد التي كانت حوله ونقدها، وهذه
الأبيات مشكوك في نسبتها له.
يامن تجعلون لله ابناً
وتخصصون له
مئات التماثيل
من الذهب والرخام والبرونز والخشب
وتقدمون له القرابين الزائفة
ومن الأبيات التي ترجمت في وصف ملك الموت
عزرائيل عندما بعثه الله لينذر إبراهيم الخليل
أنا الذي تخشون اسمي---عندما تذكرون اسمي
من أسفل الأرضين --- إلى أعلى الأبراج
أنا الذي لايفلت أحد ---من رغبتي المريرة
إنني أجعل الجميع سواء---الكبار منهم
والصغار
ووجد له شعر على بحور الشعر الأوربي وإذا
نظرنا إلى ذلك وجدناه شبيه بالأوربي.