تعريف الموشحة
يقول الدكتور أحمد هيكل في تعريفه للموشحة:(الموشحة
منظومة غنائية، لا تسير في موسيقاها على المنهج التقليدي، الملتزم لوحدة الوزن
ورتابة القافية، وإنما تعتمد على منهج تجديدي متحرر نوعاً؛ بحيث يتغير الوزن
وتتعدد القافية، ولكن مع التزام التقابل في الأجزاء المتماثلة.
ويعرفها ابن سناء الملك في كتابه دار الطراز
الكتاب الذي تعامل فيه مع الموشحات الأندلسية مثلما تعامل الخليل مع الشعر العربي،
ونظم فيه أيضا عدة موشحات لإظهار قدرته على نظمها، حيث يقول: (الموشحة كلام موزون
على وزن مخصوص).
نشأة الموشحات
نشأت الموشحات في أواخر القرن الثالث الهجري فترة
حكم الأمير عبد الله، والذي ساعد على ظهورها الاحتكاك الحادث بين العنصر الإسباني
والعربي إلى جانب المزاوجة اللغوية مع شيوع الموسيقى والغناء بالطبع كل هذا جعل الموشحة
تأتي كرد فعل على تلك الأشياء والتي أدت إلى نمو الاتجاه الشعبي وكانت تمثله
الموشحة.
يُقال أنّ مخترع الموشحات هو مفدم بن معافى حيث
ذكر ذلك في مقدمة ابن خلدون والمقتبس لابن حيان ونفح الطيب وجذوة المقتبس للحميدي،
ولكن نجد عند ابن بسام في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة في ذكره الأديب عبادة بن
ماء السماء يذكر أنّ ابن عبد ربه هو أول من أنشأ في قولها ثم الرمادي الذي أكثر
التضمين فيها، ولكن الراجح عند الباحثين أن من اخترعها هو مقدم بن معافى.
بناء الموشحة
تتكون الموشحة من مجموعة من الأغصان والأقفال،
إذا تكرر القفل بواقع ست مرات وخمسة أبيات يطلق عليه اسم الموشح التام، وإذا تكررا
بواقع خمسة لكل منهما يطلق عليه اسم الموشح الأقرع.
الأقفال هي أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها
متفقا مع بقيتها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها.
والأبيات هي أجزا مؤلفة مفردة أو مركبة، يلزم أنْ
يكون البيت متفقا مع بقية أبيات الموشح في وزنها وعدد أجزائها لا في قوافيها بل
يحسن أن تكون قوافي كل بيت مخالفة لقوافي البيت الآخر.
نموج من الموشحات الأندلسية
حيث يقول بعض الأندلسيين:
لحظات
بابليهْ متعت قلبي عشقا
ولمى ثغر مفلج لائمي منه موفى
***
بأبي لو رق قلبهْ ساكن مثواه قلبي
فلما يأمن سربهْ أو يرى روعة سربي
حسب عذالي وحسبه فأنا قد ضاع حسبي
هذه يا عاذليهْ من سمات الحب حقا
زفرات تتوهج
وهي في دمعي غرقى
****
ألب ديه إشت ديه دي ذا العنصرا حقا
بشتري مو ألمدبج ونشق الرمح شقا
نلاحظ أن القفل تحتوي لغته على الرومانسيه وهي
لغة أهل الأندلس فجرت العادة على الإتيان بألفاظ أعجمية في خرجة الموشح وذلك كما
يذكر شوقي ضيف أنها قد تكون قزمانية وأكثر ماتكون على لسان الصبيان والنسوان
والسكران.