-->

Translate

الأدب في عصر الخلافة الأموية (ابن عبدربه نموذجاً)

الأدب في عصر الخلافة الأموية (ابن عبدربه نموذجاً)











    الخلافة الأموية وتكوين الشخصية الأندلسية


    تبدأ تلك الفترة سنة 316هـ وتنتهي بقيام ابن جهور بالأمر سنة 422هـ
    والحق إن الخلافة الحقيقية كانت في عهد اثنين فقط هما (عبدا لرحمن الناصرـ والحكم بن عبد الرحمن)، وما عدا ذلك فهو صراعات وفترة نزاعات ما بين الحجاب وبعدهم الطوائف وسنفرد كل فترة من تلك الفترتين بموضوع 
    لكل واحدة.


    حقق الناصر لدولته الأمان والاستقرار خارجياً وداخلياً من خلال فض النزاعات والقضاء على الثورات ـ داخلياًـ وتأمين حدود الدولة من ناحية الممالك الشمالية ومن ناحية الدولة الفاطمية، وبالطبع أكمل الحكم ذلك بالسير على خطى أبيه في تحقيق الأمن والاستقرار لدولته، فعلى إثر هذا أصبحت حكومة قرطبة نموذجاً في عهد الناصر وابنه.

    هذا بالطبع ساعد الأندلس كثيراً في تكوين شخصية فريدة، فنجد في ظلال الرفاهية والنعمة نجد الثقافة تطورت إلى حد كبير ونهضت، حيث ظهر التأريخ في الأندلس وبالطبع الذي ساعد على هذا الحكم ومكتبته الضخمة التي جلب إليها كتب كثيرة من المشرق ودواوين ضخمة وضم إليها مكتبة أبيه مع تشجيعه العلماء على التأليف وتهيئة الجو لهم داخل قصره.

    فعلى المستوى اللغوي نجد بقدوم القالي على الأندلس وإملاء كتابه على طلابه ظهور الزبيدي ومؤلفاته مثل (مختصر العين) (لحن العوام) وغيرهم، ونجد ابن القوطية وكتابه تصاريف الأفعال وابن القوطية يدلنا على صفة في كتّاب الأندلس، وهي الخوض في أكثر من موضوع، فنجده يؤلف غير ذلك الكتاب كتاب (تاريخ افتتاح الأندلس)، وهو من الكتب التاريخية التي تدلنا على تاريخ الأندلس.
    ويأتي كتاب (تاريخ قضاة قرطبة) ليضع الخُشني ضمن أفضل كتّاب عصره ويجعله ألمع شخصية من كتّاب التراجم.

    وظهرت في تلك الفترة فكرة الترجمة لعلو الآخرين والاتصال بها، فقد تُرجم كتاب (ديسقوريدس) في الحشائش والأدوية وكتاب (هروسيس) في التاريخ، فالأول كُتب بالإغريقية والثاني بالاتينية.
    فمن خلال هذا نلاحظ القومية الأندلسية وهذا ملحوظ جداً ويؤكد على ذلك كتاب الحدائق لابن فرج الذي يعارض فيه كتاب (الزهرة) لمحمد بن داود الأصبهاني، فقد ذكر في مائتي باب في كل باب مائتا بيت ولم يورد فيه لغير أندلسي.

    بالطبع ساعد هذا على نهضة الأدب بشكل كبير، ففي النثر مثلا نجد ظهور أنواع جديدة من النوع الواحد وتلك الأنواع لم تعرفها الأندلس من قبل، ولعلنا إذا أخذنا ابن عبدربه مثالاً فسنجده شخصية أدبية تدلنا على الشعر وذلك بخوضه في اتجاهات شعرية عدة، وعلى مستوى النثر يضعه كتابه (العقد الفريد) في مقدمة كتاب العصر ويدلنا على طبيعة النثر في تلك الفترة.


    الشعر


    بالطبع على طريقة حكام بني أمية نجدهم يخوضوا في موضوعات الشعر، فنجد الحكم المستنصر يقول:
    بخَطبِ الشَّارِبينَ يَضيقُ صَدري
    وَتُرمِضُني بَلِيَّتُهُم لَعَمري
    وَهَل هُم غَيرُ عُشَّاقٍ أُصيبوا
    بِفَقدِ حَبائِبٍ وَمُنوا بِهَجرِ
    أَعُشَّاقَ المُدامَةِ إِن جَزِعتُم
    لِفُرقَتِها فَلَيسَ مَكانَ صَبرِ
    سَعى طُلابُكمُ حَتّى أُريقَت
    دِماء فَوقَ وَجهِ الأَرضِ تَجري
    تَضَوَّعَ عَرفُها شَرقاً وَغَرباً
    وَطبَّقَ أُفقَ قُرطُبَةٍ بعطرِ
    فَقُل لِلمُسفحين لَها بِسَفحٍ
    وَما سَكَنتهُ مِن ظَرفٍ بِكَسرِ
    وَلِلأَبوابِ إِحراقاً إِلى أَن
    تَرَكتُم أَهلَها سُكَّانَ قَفرِ
    تَحَرَّيتُم بِذاكَ العَدل فيها
    بِزَعمِكُمُ فَإِن يَكُ عَن تَحرِّي
    فَإِنَّ أَبا حَنيفَةَ وَهوَ عَدلٌ
    وَفَرَّ عَنِ القَضاءِ مَسِيرَ شَهرِ
    فَقيهٌ لا يُدانيهِ فَقيهٌ
    إِذا جاءَ القِياسُ أَتى بدُرِّ
    وَكانَ مِن الصَّلاةِ طَويلَ لَيلٍ
    يُقَطِّعُهُ بِلا تَغمِيضِ شَفرِ
    وَكانَ لَهُ مِن الشرابِ جَارٌ
    يُواصِلُ مَغرِباً فيها بِفَجرِ

    وكان شعراء ذلك العصر منهم من يخوض في موضوعات الغزل والمدح وكان في وصف العصر الذهبي للخلافة، أما عن ابن عبدربه فهو النموذج الذي نوضح به اتجاهات الشعر في ذلك العصر أو تلك الفترة.
    خاض ابن عبدربه في موضوعات كثيرة منها الطبيعة وشعر الطبيعة سنفرده بموضوع لحاله، ولكن ابن عبدربه يقول:

    تخلت من الورد الأنيق حدائقه ... وبان حميد الأنس والعهد رائقه
    أقام كرجع الطرف لم يشف غلة ... ولم يرو مشتاق الجوانح شائقهفما كان إلا الطيف زار مسلماً ... فسر ملاقيه وسيء مفارقه
    على الورد من إلف التصابي تحية ... وإن صرمت إلف التصابي علائقه

    ويهدي الخدود الناضرات انفرادها ... بورد الحياء المستجد شقائقه

    وهنا يحاكي ابن عبدربه طبيعته ويستخدم في وصف ما يريد واتخاذ الصفة وإلصاقها فيما يقول.
    ونجد طبيعة العصر العلمية تتهادى إلى شعره وذلك كان في أحد لأحد من علماء عصره فيقول:
    أبا عبيدة والمسؤولُ عن خبرٍ
    تحكيهِ إِلاَّ سُؤالاً للذي سألا
    أبيتَ إِلاَّ شُذوذاً عن جماعتِنا
    ولم يُصبْ رأيُ من أرجا ولا اعتزلا
    كذلك القِبلة الأولى مُبدلة ٌ
    وقد أبيتَ فما تبغي بها بدلا
    زعمتَ بهرامَ أو بيذخت يرزقنا
    لا بل عُطاردَ أو بِرجِيسَ أو زُحَلا
    وقلتَ: إنَّ جميعَ الخلقِ في فلكٍ
    بهمْ يحيطُ وفيهمْ يَقْسِمُ الأجلا
    والأرضُ كورِيَّة حفَّ السماءُ بها
    قد صارَ بَينهما هذا وذا دُوَلا
    فإنَّ كانون في صنعا وقُرطبة ٍ
    بردٌ، وأيلولُ يُذكي فيهما الشُّعَلا

    وهنا استخدام للطبيعة أيضا، ولكن من جانب علمي.
    ومن الممكن أن نقسم شعره إلى فترة شباب وفترة الشيخوخة التي يتم فيها كمال النضج العقلي.
    سمات شعر ابن عبدربه في مرحلة الشباب.

    يبدو ابن عبدربه في فترة الشباب لاهيا متحررا فمن شعره الدال على التحرر، حيث يقول:
    وقضيب يميس فوق كثيب ***طيب المجتنى لذيذ العناق
    قد تغنى كما استهل يغنى ***ساق حرّ مغرد فوق ساق
    وله

    ديننا في السماع دين مديني***وفي شربنا الشراب عراقي
    وله في مدح انتصارات الأمير عبد الله
    هو الفتح منظوماً على إثره الفتح***وما فيهما عهد ولا فيهما صلح

    أحيانا كان يصل شعره إلى السطحية فنجده يقول:
    بالمنذر بن محمد***شرفت بلاد الأندلس
    فالطير فيها ساكن**والوحش فيها قد أنس


     من خلال ما ذكرناه نستطيع أن نستقي سمة من سمات شعر ابن عبدربه، وهي الإلمام بالاتجاهات الشعرة الموجودة في عصره ما بين مُحدث ومحافظ على اتجاه قديم وذلك من خلال الخوض في موضوعات كثيرة وتحرر واضح وفي شعر ابن عبدربه صفة تسمى الغنائية والغنائية في شعره نستطيع ملاحظتها مما يلي:
    ودعتني بزفرة واعتناق***ثم قالت متى يكون التلاقي
    وتصدت فأشرق الصبح منها **بيت تلك الجيوب والأطواق
    وله
    الجسم في بلد والروح في بلد***يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد
    إن تبك عيناك لي يا من كلفت به**من رحمة، فهما سمان في كبدي


    ثم تأتي الفترة الثانية من حياة ابن عبدربه، وهي مرحلة التوبة وكانت أشعاره تميل إلى الزهد يوجهها بفم الناصح الحكيم وقد ظهر ذلك جلياً في شعره الذي سمي بالممحصات، وهو شعر تلك الفترة من حياته ومنه:
    ألا إنما الدنيا غضارة أيكة***إذا اخضر منها جانب جف جانب
    هي الدار ما الآمال إلا فجائع**عليها ولا اللذات إلا مصائب
    وكم سخنت بالأمس عين قريرة**وقرت عيون دمعها اليوم ساكب
    فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة***على ذاهب منها فإنك ذاهب

    يصور شكل الدنيا الذي يراه ويؤكد على أنها زائلة لا محالة فلا تبكي، ويذكرنا يشيء شاع في العامية المصرية من خلال موقف في مسلسل درامي من النوع الكوميدي حيث كان يقول (كله رايح)
    وله
    هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر***هيهات يأبى عليك الله والقدر
    وسار شعره في تلك المرحلة على هذا النمط، وما نخلص إليه أنّ ابن عبد ربه شاعر دل على السمات الشعرية في عصره وطبيعتها.


    النثر

    وجد في ذلك العصر النثر بنوعيه الخالص والتأليفي على عكس الفترات الماضية من تاريخ الأندلس الأدبي كانت لم تعرف شكل التأليف.




    النثر الخالص.

    بدأ يـتأثر هذا النوع بمذهب الجاحظ وأدب عبد الحميد الكاتب وهذا التأثر في تلك الفترة كان أكثر من سابقتها، فنجد العناية بالبدء والموضوع والختام والاسهاب والاستشهاد بالآيات القرآنية فمن أمثلة الخطبة في ذلك العصر خطبة منذر بن سعيد البلوطي في حفل استقبال لإمبراطور قسطنطينية كان قد أقامه الناصر حيث يقول بعدما خطب أبو علي القالي:


    "أما بعد حمد الله، والثناء عليه، والتَّعْدَاد لآلائه، والشكر لنعمائه، والصلاة والسلام على محمد صفيِّه وخاتم أنبيائه، فإن لكل حادثة مقامًا، ولكل مقام مقال، وليس بعد الحق إلا الضلال، وإني قد قمت في مقام كريم، بين يدي ملك عظيم، فأَصغُوا1 إليَّ معشر المَلَأ بأسماعكم، وأتقِنوا عني2 بأفئدتكم، إن من الحق أن يقال للمُحِقِّ صدقت، وللمُبِطل كذبت، وإن الجليل تعالى في سمائه، وتقدَّس في صفاته وأسمائه، أمر كًلِيمه موسى -صلى الله على نبينا وعليه وعلى جميع أنبيائه- أن يذكِّر قومه بأيام الله جل وعز عندهم، وفيه وفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، وإني أذكِّركم بأيام الله عندكم، وتَلَافيه لكم بخلافة أمير المؤمنين، التي لَمَّت شَعْثَكم، وأمنت سِرْبكم3، ورفعت قوتكم، بعد أن كنتم قليلًا فكَّثركم، ومستضعفين فقوَّاكم، ومستذَلِّين فنصركم، ولَّاه الله رعايتكم، وأسند إليه إمامتكم، أيام ضَرَبت الفتنة سُرَادِقُها على الآفاق، وأحاطت بكم شُعَل النفاق، حتى صرتم في مثل حَدَقة البعير، ومن ضيق الحال، ونكد العيش والتغيير، فاستبدلتم بخلافته من الشدة الرخاء4، وانتقلتم بيُمْن سياسته إلى تمهيد كَنَف العافية بعد استيطان البلاء.

    أنشُدُكم بالله معاشر المَلَأ، ألم تكن الدماء مسفوكة فحقَنها، والسُّبُل مَخُوفة فأمَّنها....."
    وبدأ خطبته وبناها على ما بدأ به القالي وفيها ما أشرنا إليه من سمات.
    وإلى جانب الخطب وجدت المحاورات والمراسلات ومن أمثلة المراسلات ما دار بين الفقيه أبي إبراهيم والأمير الحكم بن عبد الرحمن فكان قد دُعي الفقيه إلى حفل رسمي بالزهراء فتخلف فأمر الخليفة ابنه الحكم أن يكتب إليه فكتب

    "بسم الله الرحمن الرحيم. حفظك الله وتولاك، وسددك ورعاك. لما امتحن أمير المؤمنين مولاي وسيدي أبقاه الله الأولياء الذين يستعد بهم وجدك متقدما في الولاية متأخرا عن الصلة. على أنه قد أنذرك أبقاه الله خصوصا للمشاركة في السرور الذي كان عنده لا أعمه الله توالي المسرة. ثم أنذرت من قبل إبلاغا في التكرمة فكان منك على ذلك كله من التخلف ما ضاقت عليك فيه المعذرة. واستبلغ أمير المؤمنين في إنكاره ومعاتبتك عليه فأعيت عليك عنك الحجة. فعرفني أكرمك الله ما العذر الذي أوجب توقفك عن إجابة دعوته ومشاهدة السرور الذي سر به ورغب المشاركة فيه. لنعرفه أبقاه الله بذلك فتسكن نفسه العزيزة إليه إن شاء الله تعالى"

    (فأجابه أبو إبراهيم) سلام على الأمير سيدي ورحمة الله قرأت أبقى الله الأمير سيدي هذا الكتاب وفهمته. ولم يكن توفقي لنفسي إنما كان لأمير المؤمنين سيدنا. لعلمي بمذهبه وسكوني إلى تقواه واقتفائه لأثر سلفه الطيب فإنهم يستبقون من هذه الطبقة بقية لا يمتهنونها بما يشينها ولا بما يغض منها ويطرق إلى تنقيصها. يستعدون بها لدينهم ويتزينون بها عند رعاياهم ومن يفد عليهم من قصادهم. فلهذا تخلفت ولعلمي بمذهبه توقفت. إن شاء الله تعالى


    أما عن النثر التأليفي، فوجد نوعان نوع تأريخي ونوع أدبي، فالأول مثل كتاب الحدائق لأبي فرج، فكان هذا النوع مزيج من التراجم والأخبار والأخير هو ما قابل كتب المشرق (الأغاني ورسائل الجاحظ وغيره)، وذلك مثل كتاب العقد الفريد لابن عبدربه الذي بدوره يدلنا عن النثر التأليفي في تلك الفترة.

    عرض لموضوعات الكتاب وتقسيمه


    يحتوي الكتاب على خمسة وعشرين باباً وجعل المؤلف الكتاب مرتباً كحبات العقد حيث نجده يبدأ بكتاب اللؤلؤة في السلطان وينهي بكتاب اللؤلؤة الثانية في الفكاهات والملح؛ ليكون طرفي العقد متشابهين ويجعل لهذا العقد واسطة، وهو كتاب المجنبة في الأجوبة وما بعد ذلك الباب هي نفس أسماء الأبواب الأولى أو الحبات الأولىى لهذا العقد فأتت أبواب الكتاب كالآتي:


    اللؤلؤة في السلطان/ الفريدة في الحروب /الزبرجدة في الأجواد والأصفاد/الجمانة في الوفود/المرجانة في مخاطبة الملوك/الياقوتة في العلم والأدب/الجوهرة في الأمثال/ الزمردة في المواعظ والزهد/الدرة في التعازي والمراثي/اليتيمة في النسب وفضائل العرب/ العسجدة في كلام الأعراب/المجنبة في الأجوبة/المجنبة الثانية في التوقيعات والفصول والصدور وأخبار الكتبة/ العسجدة الثانية في الخلفاء وتاريخهم وأيامهم/ اليتيمة الثانية زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة/ الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم/ الزمردة الثانية في فضائل الشعر ومقاطعه ومخارجه/ الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي/ الياقوتة الثانية في علم الألحان والاختلاف فيه /المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن/ الجمانة الثانية في بيان المتنبئين والموسومين والبخلاء والطفيليين/ الزبرجدة الثانية في طبائع الإنسان وسائر الحيوان / الفريدة الثانية في الطعام والشراب / اللؤلؤة الثانية في الفكاهات والملح


    فكأنه قسم الكتاب إلى نصفين كل نصف يبدأ بكتاب اسمه اللؤلؤة وينتهي بكتاب المجنبة، ويلاحظ من أسماء أبواب الكتاب أن الموضوعات المتناولة في الكتاب لها صلة بالشرق أكثر من الأندلس وكان ذلك سبب في قول الصاحب بن عباد " هذه بضاعتنا ردت إلينا"
    ذُكر ذلك الكتاب عند الضبي في (بغية الملتمس) وعند ياقوت في (معجم الأدباء) وذكر بالفريد عند الإبشيهي في " المستطرف في كل فن مستظرف" وأقصد أنه لم ينعت بالفريد أيام صاحبه
    ومن خلال ما يذكره نستطيع أن نستقي خصائص الكتاب

    "وقد ألّفت هذا الكتاب وتخيّرت جواهره من متخيّر جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهر ولباب الّلباب؛ وإنّما لي فيه تأليف [الأخبار، وفضل] الاختيار، وحسن الاختصار، وفرش في صدر كلّ كتاب؛ وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء، ومأثور عن الحكماء والأدباء. واختيار الكلام أصعب من تأليفه. وقد قالوا: اختيار الرجل وافد عقله". وقال الشاعر:

    قد عرفناك باختيارك إذ كا ... ن دليلا على الّلبيب اختيار
    وهنا يعرف من يقرأ بدوره في ذلك الكتاب ويوضح أن عمله كان على كيفية الاختيار بين الأخبار وكيفية عرضها


    .
    "وحذفت الأسانيد من أكثر الأخبار طلبا للاستخفاف والإيجاز."
    وهنا يوضح أنه حذف بعض الأسانيد؛ لأنه يرى أن ما يرويه له أهمية على الأسانيد أي أنه لم مثل الأصفهاني، ولكن جملة القول نقول بأن هذا الكتاب هو محاولة جادة من ابن عبدربه وضعته بين مؤلفي المشرق الكبار حيث جمع بين الأساليب المختلفة في العرض التي جعلت الكتاب أكثر علوم اللغة من عروض وموسيقى وبلاغة.

    Unknown
    @مرسلة بواسطة
    كاتب لدى موقع أندلسية .