-->

Translate

قنطرة قرطبة.. أقدم الآثار الإسلامية في الأندلس

قنطرة قرطبة.. أقدم الآثار الإسلامية في الأندلس

     
    قنطرة قرطبة

    عندما دخل المسلمون قرطبة وجدوا فيها آثارًا لقنطرة قديمة مهدمة لا يبقى منها إلا دعائمها في نهر الوادي الكبير كانت تصل بين قرطبة وربض شقندة.

    ظلت القنطرة هكذا حتى ولي السمح بن مالك الأندلس فأخبر الخليفة عمر بن عبد العزيز بحال القنطرة فأمره ببنائها عام 101 هجريًّا، وشرع السمح في بنائها حتى أتمها.


    قال عنها الإدريسي في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق:

    "ولقرطبة القنطرة التي علت القناطر فخرًا في بنائها وإتقانها، وعدد قسيها سبع عشرة قوسًا بين القوس والقوس خمسون شبرًا وسعة القوس مثل ذلك خمسون شبرًا وسعة ظهرها المعبور عليه ثلاثون شبرًا ولها ستائر من كل جهة تستر القامة وارتفاع القنطرة من موضع المشي إلى وجه الماء في أيام جفوف الماء وقلته ثلاثون ذراعًا وإذا كان السيل بلغ الماء منها إلى نحو حلوقها وتحت القنطرة يعترض الواديرصيف سد مصنوع من الأحجار القبطية والعمد الخاشنة من الرخام وعلى هذا السد ثلاث بيوت أرحاءٍ في كل بيت منها أربع مطاحن..."


    وقال الشاعر ابن عطية مفتخرًا بقرطبة:

    بأربعٍ فاقت الأمـصـار قـرطـبةٌ .. وهنّ قنـطرة الوادي وجـامـعـهـا

    هاتـان ثـنـتـان، والـزهـراء ثـالـثة .. والعلم أكبر شيء وهو رابعها

     

    تجديدات القنطرة:

    ظلت القنطرة قائمة منذ بناها السمح حتى تعرضت في عام 161هـجريًّا لسيل جارف سد حناياها وهدم بعضها وزلزلها، ولم يتهيأ للأمير عبدالرحمن الداخل أن يرممها لانشغاله بقمع الثورات المشتعلة في سائر أنحاء الأندلس، فرممها ابنه هشام من بعده وتولى بناءها بنفسه.

    ثم تعرضت مرة ثانية لسيل ذهب بربض القنطرة سنة 182هـجريًّا، وتبعه سيل آخر سنة 288 هـجريًّا هدم دعامة من دعائمها، ثم تثلمت القنطرة سنة 331 هـجريًّا في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر بسبب المد الهائل الذي اجتاح الوادي الكبير، ويبدو أن الخليفة قام بترميم هذه القنطرة، لكنها تعرضت سنة 334 هـجريًّا لسيل عظيم وبلغ الماء البرج المعروف ببرج الأسد، فهدم الجزء الأخير من القنطرة، وثلم الرصيف، فأصلح الناصر ما تهدم من القنطرة.

    وعمل المنصور بن أبي عامر على تخفيف الضغط على قنطرة قرطبة، فأمر ببنيان قنطرة أخرى على نهر قرطبة سنة 378 هـجريًّا تم بناؤها سنة 379 هـجريًّا، وأعاد بناء القديمة واستغرق بناؤها سنة ونصف وأنفق لذلك مئة وأربعين ألف دينار فعظمت بها المنفعة.

    ثم أعيد بناء قنطرة قرطبة في عهد الملك "دون بدرو الأول" ثم جددت في عهد الملكين الكاثولكيين، وفي سنة 1880 ميلاديًّا أعيد رصفها من جديد، ثم كسيت سنة 1912 ميلاديًّا بكسوة من الأسمنت غطت معالمها الأثرية.

    في عام 2006 ميلاديًّا تم ترميم قنطرة قرطبة وقد تم إقفال الجسر وإنهاء حركة المرور لمدة سنتين لأعمال الصيانة وقد تم الانتهاء من الترميم في 9 يناير 2008 ميلاديًّا.


    ---
    المصادر:

    كتاب: تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس من الفتح العربي إلى السقوط، عبد العزيز سالم.
    ويكيبيديا.

    حازم غيث
    @مرسلة بواسطة
    كاتب لدى موقع أندلسية .